هناك شيء ما يجول بخاطرى من وقت لأخر، عندما أرى هذا العامل البسيط واتذكر إن راتبة بكل هذه الضئالة وأتسائل، لماذا بهذة الضئالة ولماذا تختلف إجورنا، كانت الإجابة بسبب أهمية أعمالنا بالنسبة للمجتمع والمحيط وبالنسبة لكم البشر الذين يؤدون هذا العمل ووفرتهم وطبقاً لنظرية العرض والطلب!.
لكن هذا لم يكن مرادى من السؤال أصلاً، مهما كان راتبك كبير او صغير مثل هذا العامل، فهل تعتقد إن هذا حقاً يساوى ثمن وقتك، هل تعلم معنى الوقت؟، الشىء الاخر، هل هذا ثمن أجهزتك التي أعطاها إليك الله، هل هذه اجرة عينك؟
لنأخد مثال واحد وهو العين، هذه النعمة العبقرية التي ترى من خلالها الكون والوجود وترى اهلك واصدقائك وتكون سبب في سعادتك وتعلمك من خلال القراءة وكذلك إستمتاعك بما تراه وأحياناً حزنك، هل لها ثمن أصلاً؟ هل يمكن ان يكون ثمن الوقت التي تستعمل فيها هذه النعمة وهذا الجهاز العظيم بهذا الثمن البخس، أو حتى هذا الثمن الباهظ؟ وإذا حرمت من هذه النعمة عاماً ( بعد الشر ) ، فهل تدفع مرتبك الذى تتحصل علية في شهر مقابل رجوعها إليك ساعة؟
هذا كان مثال بسيط عن نعمة واحدة، ما بالك بالقلب الذى ينبض طوال والوقت، والعقل الذى يعمل طوال الوقت وكل الأجهزة المسخرة للعمل بتزامن وتواصل وترابط لا تراه انت بعينك والا حتى تدرك كيف يعمل بألية ديناميكية عبقرية!.
نظرت مرة أخرى للإنسان، فوجتة ألة عبقرية صنعت بيد صانع في منتهى الاتقان والدقة، لا يمكن ان تكون هذه الاله صنعت بالصدفة ولا يمكن ان تكون مهمتها إهدار هذا الوقت لفعل الشىء نفسة بدون هدف كبير، لابد ان يكون هناك هدف يستحق ان تصنع لة هذه الالة!.
لماذا صنعوا الامبورجينى إذاً!
تخيل إنك تمتلك هذه السيارة الفارهة السريعة جداً وتقودها من امام منزلك لباب محل الفول الذى يبعد عن بيتك 20 متراً ثم تعود وتركنها مرة اخرى!، هل هذا هو ما صنعت من اجلة هذه الالة؟ انت تستطيع ان تقوم بهذة المهمة بهذة الالة لكن قطعاً هذه الالة صنعت لغرض مختلف ندركة تماماً والغرض الاساسى ليس المراد والا يحقق الانتفاع الأمثل لها.
والله المثل الاعلى – ليس كمثلة شىء – ما اريد ان اقولة، حاول ان تتوقف بعيداً عن ملهيات الحياة الكثيرة هذه الأيام والتي وضعت لكى تنشغل عن الجوهر والاصل، إبحث عن نفسك وعن الحقيقية وعن سبب وجودك في هذا الكون، فهذا العمل وهذا البيت وهذة الاسرة وهذا المجتمع والأصدقاء، كلها أسباب وضعت فيها لسبب معين، هذا السبب ليس سراً ولكن يجب ان تكتشفة من خلال كل هؤلاء، ليس الهدف هو العمل في ذاتة او الاجر في ذاتة أو الاسرة في ذاتها ولكن شيء اكبر وأعظم شيء إستحق أن يتم صنعك في أحسن تقويم!.